مملكة معين

مملكة عربية قديمة

مملكة معين (750 ق م[1] - 100 ق م): هي مملكة عربية قديمة، نشأت في جنوب شبه الجزيرة العربية خلال القرن الثامن قبل الميلاد.[2] كبقية الممالك العربية الجنوبية، بدأت معين كقبيلة في قرناو التي ستصبح اعتباراً من القرن السابع قبل الميلاد عاصمة لمملكتها المستقلة، وفي بدايتها كانت المملكة مكونة من قبيلة معين وبعض البطون كعائلة جبأن وعائلة يلقظ المشهورتين. وهذا ما تشير إليه النقوش التي وصلتنا من موقع قرناو، والتي تذكر أسماء ملوك يعتبرهم العلماء حكاما للمملكة معين.[3]

مملكة معين
750 ق م – 100 ق م ←

عاصمةقرناو
نظام الحكمملكية
اللغةاللغة المعينية، عربية جنوبية قديمة
الديانةالوثنية
التاريخ
التأسيس750 ق م
الزوال100 ق م

لم تذكر معين في نقش يثع أمر وتر في صرواح (DAI Ṣirwāḥ 2005-50)،[4]والذي تم تأريخه من خلال الحواليات الأشورية التي ذكرت الاسم يثع أمر السبئي حوالي 715 ق م.[5]ويمكننا أن نفسر عدم ذكر معين في نقوش القرن الثامن قبل الميلاد، كقوة سياسية، بأن معين كانت جزءاً من سبأ، وعلى الأغلب أنها لم تكن تشكل أي خطر عليها في السيطرة على طريق القوافل الذي كان يمر في وادي الجوف، بينما تعرضت مملكة نشان لحملات عسكرية سبئية في عهد (كرب إيل وتر) نحو (680 ق م) بسبب محاولتها توحيد مدن الجوف، والوقوف ضد الزحف السبئي لليسطرة على بقية الممالك العربية الجنوبية (RES 3945, 3946).[6][7]

أقدم نقش تم العثور عليه لمعين في قرناو، كان من عهد المكرب السبئي المشهور (يثع أمر بين)، جاء فيه عبارة التحالف والأخوة بين يثع إيل وصبحم ملكي معين، يثع أمر وذمار علي مكربي سبأ، ويقه مالك - ملك نشان (النقش: YM 2009).[8]ومما يرجح في أن المكرب السبئي يثع أمر الوارد في النقش هو (يثع أمر بين) هو ذكره في نقش معروف مع ذمار علي والد كرب إيل وتر المكرب الشهير (Gl 1691).[9]وهذا النقش يشير وبوضوح أن قرناو أو قبيلة معين كانت - مملكة مستقلة سياسيا ولها نفس الثقل السياسي كبقية - ممالك الجوف الصغيرة، وفي أغلب الاحتمالات أن معين في ذلك الوقت المبكر من نشأتها كانت متحالفة مع سبأ ونشان (AO 31929)،[10]ولدينا نقشان يؤكدان استمرار التحالف مع سبأ، النقش الأول (Maʿīn 102) من عهد (أبي يدع يفش بن نبط إيل) يذكر فيه إخوته مع يدع إيل – مكرب سبأ،[11]ونقش آخر (YM 11191) من عهد (ملك وقه ريد الثاني) ملك نشان المتحالف أيضا مع (يدع أب يفش المعيني).[12]واستمر هذا التحالف حتى نهاية عهد المكرب السبئي (كرب إيل وتر) الذي حكم في النصف الأول من القرن السابع قبل الميلاد، وشن حربًا على نشان.[6]ويظهر من خلال النقوش التي تركها لنا ملوك معين خلال القرن السابع ق م، بأن تحالف مملكة معين مع سبأ استمر حتى نهاية القرن السابع ق م. وكانت أراضي مملكة معين منحصرة بمدينة قرنا والأراضي الزراعية المحيطة بها.

يظهر من خلال النقش (RES 3943) بأن حكام سبأ الذين خلفوا كرب إيل وتر قد تابعوا السياسة التوسعية وذلك بمحاولتهم السيطرة على طريق البخور وذلك من خلال التحالفات أو الحملات العسكرية، وهذا ما حدث مع مملكتي معين ومهأمر. فالتحالف بين معين وسبأ قد انفسخ وانقلب إلى عداوة مع سبأ التي قامت بحملة عسكرية ضد معين ويثل – براقش حاليا - وضد مهأمر وأمير في منطقة نجران. ويمكننا تأريخ حوادث النص (RES 3943) في حوالي نهاية القرن السابع وبداية القرن السادس ق.م.[13]وفي أواسط القرن السادس ق.م، يشير النقش (Demirjian 1) هجوم سبئي على قافلة معينية في شمال جزيرة العرب، ولقد دفعت الحملة العسكرية السبئية ضد معين ويثل إلى تشكيل اتحاد قبلي مع يثل للوقوف أمام المطامع السبئية، ويظهر ذلك من خلال عبارة "بآلهة معين ويثل"، واستمر هذا الاتحاد حتى اندثار مملكة معين من الساحة السياسية في نهاية القرن الأول ق.م.[14]

في القرن السادس قبل الميلاد تقهقرت مملكة سَبَأ أمام مملكة معين وقتبان المجاورتين، وفقدت سيطرتها على بقية الممالك العربية الجنوبية وخاصة مدن- ممالك الجوف.[15]وفي الفترة ما بين القرن السادس والخامس قبل الميلاد، ضمت معين نشان إليها. وتدريجيا حلت مملكة معين مكان سبأ، والتي سيطرت على تجارة البخور مع الشرق القديم طوال النصف الثاني من الألف الأول ق.م، فأقامت محطات تجارية في أواسط وشمال جزيرة العرب،[16] ونسجت علاقات تجارية مع غزة وصور وصيدا ومع بلاد الرافدين ومصر واليونان،[17]كما تؤكده النقوش المعينية التي تذكر معينيين تزوجوا مع نساء أجنبيات، وأيضا النقوش التي عثر عليها في موقع دادان شمال جزيرة العرب وفي مصرالفيوم – وفي جزيرة ديلوس في اليونان،[18][19]وهذا ما تشير إليه أيضا المصادر اليونانية والرومانية والعهد القديم باللغة اليونانية الذي يذكر المعينيين والذي يعود تاريخه إلى حوالي القرن الرابع ق.م.[20]

نشأة مملكة معين

التاريخ

مصادر