مذبحة عيد القديس برثولماوس

مذبحة حصلت في فرنسا بالعصور الوسطى
(بالتحويل من مذبحة سان بارتيليمي)


مذبحة يوم القديس برثولماوس (بالفرنسية: Massacre de la Saint-Barthélemy)‏، هي سلسلة متعمدة من الاغتيالات المستهدفة وعنف الغوغاء الكاثوليكي الموجه ضد الهوغونوت (البروتستانت الكالفينيين الفرنسيين) وقعت أحداثها عام 1572 خلال الحروب الدينية الفرنسية. يُعتقد تقليديًا أن الملكة كاثرين دي ميديشي والدة الملك شارل التاسع هي من حرضت عليها، وقعت المذبحة بعد أيام قليلة من زواج مارغريت (شقيقة الملك) من الملك البروتستانتي هنري الثالث ملك نافار في 18 أغسطس، حيث اجتمع العديد من أغنى وأبرز الهوغونوت في باريس الكاثوليكية لحضور حفل الزفاف.[1][2][3]

مذبحة عيد القديس برثولماوس
جزء منحروب فرنسا الدينية  تعديل قيمة خاصية (P361) في ويكي بيانات
 
المعلومات
البلد مملكة فرنسا  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
الموقعباريس،  وأورليان،  وسومور،  وأنجيه،  وبورج،  وليون،  وبوردو،  وتروا،  وتولوز،  وروان،  وبلنسية،  وأورانج (فوكلوز)  تعديل قيمة خاصية (P276) في ويكي بيانات
التاريخ24 أغسطس 1572  تعديل قيمة خاصية (P585) في ويكي بيانات
الخسائر
الوفيات30000
10000   تعديل قيمة خاصية (P1120) في ويكي بيانات

بدأت المذبحة ليلة 23-24 أغسطس 1572 عشية عيد برثولماوس الرسول، وبعد يومين من محاولة اغتيال الأدميرال جاسبارد دي كوليجني (القائد العسكري والسياسي للهوغونوتيين). أمر الملك شارل التاسع بقتل مجموعة من زعماء الهوجوينوت ومن بينهم كوليجني، وسرعان ما انتشرت المذبحة في جميع أنحاء باريس. استمرت المذبحة لعدة أسابيع وامتدت إلى الريف والمراكز الحضرية الأخرى. تختلف تقديرات عدد القتلى في جميع أنحاء فرنسا بشكل كبير حيث تتراوح من 5000 إلى 30000 قتيل.

شكلت المذبحة نقطة تحول في الحروب الدينية الفرنسية. تعرضت حركة الهوجوينوت السياسية لضربة قوية بخسارة العديد من قادتها الأرستقراطيين البارزين، وتحول العديد من أعضائها في وقت لاحق وتحديدًا أولئك الذين أصبحوا متطرفين بشكل متزايد. على الرغم من أن إراقة الدماء هذه لم تكن غير مسبوقة، إلا أنها اعتبرت أسوأ المذابح الدينية في القرن.[4] في جميع أنحاء أوروبا، تركت انطباعًا دائمًا لدى المجتمعات البروتستانتية بأن الكاثوليكية كانت دينًا دمويًا وغادرًا.[5]

خلفية

الأدميرال دي كولجيني قائد الهوغونوتيون

كانت مذبحة بارثالوميو نقطة الذروة لسلسلة من الأحداث:

  • محاولة اغتيال الأدميرال دي كوليجني الفاشلة في 22 أغسطس 1572.

الزواج والسلام غير المقبولين

وضع صلح سان جيرمان حداً لثلاث سنوات من الحرب الأهلية بين الكاثوليك والبروتستانت. لكن كان هذا السلام محفوفًا بالمخاطر لأن الكاثوليك المتشددين رفضوا قبوله. كانت عائلة غويز الكاثوليكية المتشددة غير مفضلة في البلاط الفرنسي. أُعيد دخول قائد الهوغونوتيون الأدميرال غاسبار دي كوليني، في مجلس الملك في سبتمبر 1571. صُدم الكاثوليك المخلصون بعودة البروتستانت إلى البلاط، لكن كانت الملكة الأم، كاثرين دي ميديشي، وابنها، تشارلز التاسعت عمليين في دعمهما للسلام ولكوليجني، إذ كانا مدركين للصعوبات المالية التي تواجهها المملكة و الموقف الدفاعي القوي للهوغونوتيون: فقد سيطروا على المدن المحصنة مثل لاروشيل، ولا شاريتيه سور لوار، وكونياك، ومونتوبان.

خططت كاثرين لتزويج إبنتها مارغريت إلى هنري نافار البروتيستانتي (الملك هنري الرابع مستقبلاً)، إبن الملكة جين دالبريت[6] زعيمة الهوغونتيون لترسيخ السلام بين الطرفين الدينيين. عُقد الزواج الملكي في 18 أغسطس 1572. ولم يقبله الكاثوليك المتمسكون بالتقاليد أو البابا. أستنكر كل من البابا والملك فيليب الثاني ملك إسبانيا بشدة سياسة كاثرين الهوغونوتية أيضًا.

التوتر في باريس

أدى إقتراب موعد الزواج إلى تجمع عدد كبير من البروتستانت المولودين في باريس، لكن كانت باريس مدينة مناهضة للهوغونوت بشدة، ووجد سكان باريس الكاثوليكيون المتطرفين، وجودهم غير مقبولاً. وشعروا بالرعب بتشجيع من الواعظون الكاثوليك من زواج أميرة فرنسا من بروتستانتي.[7] وأدت معارضة البرلمان الفرنسي وغياب المحكمة عن حفل الزفاف إلى زيادة التوتر السياسي.[8]

ومما زاد تفاقم هذا الشعور هو ارتفاع الضرائب وسوء المحاصيل.[9] أدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والبذخ المعروض بمناسبة الزفاف الملكي إلى زيادة التوترات بين العامة من الشعب. كانت احد نقاط التوتر هي وجود صليب في الهواء الطلق تم نصبه في موقع منزل فيليب دي جاستين، وهو الهوغونوت الذي أُعدم عام 1569. هدم حشد من الناس منزله وأقاموا صليبًا خشبيًا كبيرًا على قاعدة حجرية. وبموجب شروط السلام، وبعد مقاومة شعبية كبيرة، أُزيل في ديسمبر 1571 (وأعيد تشييده في مقبرة)، مما أدى إلى مقتل حوالي 50 شخصًا في أعمال شغب، فضلاً عن تدمير الحشد للممتلكات. وكان أقارب عائلة غاستين من بيل أول من قُتلوا على يد الحشد في مجازر أغسطس.

المراجع

انظر أيضًا