وعلى الرغم من أن نظام القلب والأوعية الدموية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالدم، إلا أن طب القلب لا يتأثر نسبيًا بطب الدم وأمراضه. وهناك بعض الاستثناءات الواضحة التي تؤثر على وظيفة القلب، مثل اختبارات الدم (اضطرابات الكهارل، والتروبونين)، وانخفاض قدرة تحمل الأكسجين (فقر الدم، صدمة نقص حجم الدم)، وتجلط الدم.
مجالات طب القلب
يدرس جميع أطباء القلب اضطرابات القلب ولكن دراسة اضطرابات القلب لدى البالغين والأطفال تكون من خلال مسارات تدريب مختلفة؛ لذا لا يكون أطباء القلب المختصين بأمراض الكبار مدربين بشكل كافي لرعاية الأطفال، بينما لا يكون أطباء قلب الأطفال مدربين على رعاية أمراض قلب الكبار، ولا يتم تضمين الجوانب الجراحية في أمراض القلب حيث أنها جزء من مجال جراحة القلب والصدر. على سبيل المثال، جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي (CABG)، والمجازة القلبية الرئوية، واستبدال الصمامات هي عمليات جراحية يقوم بها الجراحون وليس أطباء القلب، بينما يتم إدخال الدعامات، ومنظم ضربات القلب الاصطناعي من قِبَل أطباء القلب.
طب قلب البالغين
طب القلب هو فرع من فروع الطب الباطني. ولتكون طبيب قلب في الولايات المتحدة، يجب أن يقضي الطبيب ثلاث سنوات كطبيب مقيم بالطب الباطني ثم يتبعها بالزمالة في طب القلب لمدة ثلاث سنوات، وبإمكانه أيضا المزيد من التخصص في التخصصات الفرعية. التخصصات الفرعية المعترف بها في الولايات المتحدة من قِبَل مجلس الاعتماد للتعليم الطبي العالي (ACGME) هي الفيزيولوجيا الكهربائية القلبية، وتخطيط صدى القلب، وطب القلب التدخلي، وطب القلب النووي، بينما تشمل التخصصات الفرعية المعترف بها في الولايات المتحدة من قِبَل الجمعية الأمريكية لعلم اعتلال العظام من المتخصصين في علم الاعتلال العظمي (AOABOS) الفيزيائية الكهربية القلبية السريرية، وطب القلب التدخلي.[1]
الفيزيولوجيا الكهربائية القلبية
الفيزيولوجيا الكهربائية القلبية هي علم توضيح، وتشخيص، وعلاج الأنشطة الكهربائية للقلب، ويُستخدم هذا المصطلح عادة لوصف الدراسات التي تتناول هذه الظواهر عن طريق تسجيل القسطرة التوغلية (داخل القلب) للنشاط العفوي وكذلك استجابات القلب للتحفيز الكهربائي المبرمج (PES)، ويتم إجراء هذه الدراسات لتقييم اضطراب النظم القلبي المركب، وتوضيح الأعراض، وتقييم تخطيط كهربية القلب غير الطبيعية، وتقييم مخاطر تطوير اضطراب النظم القلبي في المستقبل، وتصميم العلاج. وتشمل هذه الإجراءات أساليب علاجية (عادة الاستئصال الراديوي، أو الاستئصال بالتبريد) بالإضافة إلى إجراءات التشخيص وتوقع سير المرض. وتشمل الطرائق العلاجية الأخرى المستخدمة في هذا المجال: العلاج الدوائي المضاد لاضطراب النظم، وزرع أجهزة تنظيم ضربات القلب الاصطناعية، ومقوم نظم القلب مزيل الرجفان القابل للزرع التلقائي (AICD).[2][3]
تقيس دراسة كهربية القلب عادة استجابة عضلة القلب المصابة أو المريضة للتحفيز الكهربي المبرمج على نظم دوائية معينة من أجل تقييم احتمالية نجاح النظام في الوقاية من تسرع القلب البطيني المزمن أو الرجفان البطيني في المستقبل. وفي بعض الأحيان، يجب إجراء سلسلة من التجارب على كهربية القلب لتمكين طبيب القلب من اختيار النظام العلاجي الطويل الأمد الذي يمنع أو يبطئ تطور تسرع القلب البطيني أو الرجفان البطيني بعد التحفيز الكهربي المبرمج. ويمكن أيضا إجراء هذه الدراسات في وجود ناظمة قلبية اصطناعية تم زرعها أو استبدالها حديثا.[2]
الفيزيولوجيا الكهربية القلبية السريرية
الفيزيولوجيا الكهربية القلبية السريرية هو فرع من فروع تخصص طب القلب يهتم بدراسة وعلاج اضطرابات نظم القلب، ويشار عادة إلى أطباء القلب ذوي الخبرة في هذا المجال باسم علماء الفيزيولوجيا الكهربية، حيث يتم تدريب أخصائيي الفيزيولوجيا الكهربية على آلية ووظيفة وأداء الأنشطة الكهربائية للقلب. يعمل علماء الفيزيولوجيا الكهربية بشكل وثيق مع أطباء وجراحي القلب الآخرين لتوجيه العلاج لاضطرابات النظم القلبي (عدم انتظام ضربات القلب)، ويتم تدريبهم على إجراء العمليات التدخلية والجراحية لعلاج اضطراب النظم القلبي.
إن التدريب المطلوب لتصبح عالماً في الفيزيولوجيا الكهربائية طويل، ويتطلب من 7 إلى 8 سنوات بعد كلية الطب (في الولايات المتحدة)، حيث تقضي ثلاث سنوات من الإقامة في الطب الباطني، وثلاث سنوات من الزمالة السريرية في طب القلب، وسنة أو اثنين (في معظم الحالات) سنوات في الفيزيولوجيا الكهربية القلبية السريرية.
طب قلب المسنين
طب القلب الخاص بالمسنين هو فرع من طب القلب وطب الشيخوخة الذي يتعامل مع اضطرابات القلب والأوعية الدموية في كبار السن.
وأصبح تخطيط صدى القلب يستخدم بشكل روتيني في تشخيص، وعلاج، ومتابعة المرضى الذين يعانون من أي أمراض قلبية مشتبه بها أو معروفة، وهو أحد الاختبارات التشخيصية الأكثر استخداما في طب القلب، ويمكن أن يوفر الكثير من المعلومات المفيدة، بما في ذلك حجم وشكل القلب (تقدير حجم الغرفة الداخلية)، وقدرة الضخ، وموقع ومدى أي تلف في الأنسجة. كما يمكن أن يوفر تخطيط صدى القلب للأطباء تقديرات أخرى لوظائف القلب، مثل حساب النتاج القلبي، والجزء المقذوف، والوظيفة الانبساطية (مدى استرخاء القلب).
يمكن أن يساعد تخطيط صدى القلب في الكشف عن اعتلال عضلة القلب، مثل اعتلال عضلة القلب الضخامي، واعتلال عضلة القلب التوسعي، وغيرها الكثير، وقد يساعد استخدام تخطيط صدى القلب الإجهادي أيضا في تحديد ما إذا كان هناك أي ألم في الصدر أو غيره من الأعراض المرتبطة به متعلقة بأمراض القلب. أكبر ميزة لتخطيط صدى القلب هو أنه ليس وسيلة توغلية (لا ينطوي على قطع الجلد أو دخول تجاويف الجسم)، كما أن ليس له مخاطر معروفة أو آثار جانبية.
طب القلب التدخلي
طب القلب التدخلي هو فرع من فروع طب القلب التي تتعامل على وجه التحديد مع علاج أمراض القلب الهيكيلية القائمة على القسطرة. ويعتبر أندرياس جرونتزيغ أبو طب القلب التدخلي بعد تطوير رأب الأوعية من قِبَل طبيب الأشعة التدخلية تشارلز دوتير،[4] ويمكن إجراء عدد كبير من الإجراءات على القلب عن طريق القسطرة، وينطوي ذلك على إدخال غمد في الشريان الفخذي (ولكن في الواقع يتم ذلك في أي شريان أو وريد محيطي كبير) وإدخال القنية للقلب تحت تصوير الأشعة السينية (ويكون ذلك غالبا عن طريق الكشف الفلوري).
المزايا الرئيسية لاستخدام طب القلب التدخلي أو الأشعة التدخلية هي تجنب الندوب والألم، والانتعاش لفترة طويلة بعد الجراحة. بالإضافة إلى ذلك، فإن إجراء طب القلب التدخلي برأب الأوعية الأولية هو الآن المعيار الرئيسي للرعاية من احتشاء عضلة القلب الحاد، وينطوي على استخراج الجلطات من الشرايين التاجية المسدودة وإدخال الدعامات والبالونات من خلال ثقب صغير مصنوع في شريان رئيسي، مما أعطاه اسم «جراحة ثقب الدبوس» (في مقابل «جراحة ثقب المفتاح»).
يحدث رتق الرئة في 7-8 من كل 100000 ولادة، ويتميز بتفرع الشريان الأورطي من البطين الأيمن، مما يؤدي إلى دخول الدم غير المؤكسج إلى الدورة الدموية متجاوزا الرئتين. ويمكن للعمليات جراحية إصلاح ذلك عن طريق إعادة توجيه الشريان الأورطي وإصلاح البطين الأيمن واتصال الشريان الرئوي.
وهناك نوعان من رتق الرئة مصنفان تبعا إلى ما إذا كان الطفل مصابًا بعيب الحاجز البطيني أيضا أم لا.[6][7]
رتق رئوي مع حاجز بطيني سليم: ويرتبط هذا النوع من رتق الرئة بحاجز كامل سليم بين البطينين.[7]
رتق رئوي مع عيب الحاجز البطيني: ويحدث هذا النوع من رتق الرئة عندما يسمح عيب الحاجز البطيني للدم بالتدفع من وإلى البطين الأيمن.[7]
بطين أيمن ثنائي المخرج
يحدث البطين الأيمن ثنائي المخرج عندما يكون كل من الشريان الرئويوالشريان الأورطي متصلا بالبطين الأيمن، وعادة ما يكون هناك عيب في الحاجز البطيني في أماكن معينة تختلف اعتمادًا على الاختلافات في حالات البطين الأيمن ثنائي المخرج. وقد تختلف العمليات الجراحية التي يمكن القيام بها لإصلاح هذا الخلل بسبب اختلاف الفيزيولوجيا وتدفق الدم في القلب المَعيب، ويمكن علاجه عن طريق إغلاق عيب الحاجز البطيني ووضع قنوات لإعادة تدفق الدم بين البطين الأيسر والشريان الأبهر وبين البطين الأيمن والشريان الرئوي، وهناك طريقة أخرى وهي عمل تحويلة بين الشريان الرئوي والنظامي في الحالات المرتبطة بالتضيق الرئوي.
هناك نوعان مختلفان من انقلاب وضع الشرايين الكبيرة: تبدل الشرايين الكبرى اليميني وتبدل الشرايين الكبرى اليساري، وذلك اعتمادا على مكان اتصال الغرف والأوعية. يحدث تبدل الشرايين الكبرى اليميني في حوالي 1 من كل 4000 مولود جديد عندما يضخ البطين الأيمن الدم إلى الشريان الأورطي، ويدخل الدم غير المؤكسج مجرى الدم. ويتم إصلاح ذلك مؤقتا عن طريق إنشاء عيب الحاجز الأذيني. ويكون الإصلاح الدائم أكثر تعقيدا، حيث يتضمن إعادة توجيه العائد الرئوي إلى الأذين الأيمن والعائد النظامي إلى الأذين الأيسر، وهو ما يعرف باسم إجراء سيننغ، ويمكن أيضًا القيام بإجراء راستيلي عن طريق إعادة توجيه تدفق البطين الأيسر، مع تقسيم الجذع الرئوي، ووضع قناة بين البطين الأيمنوالجذع الرئوي. بينما يحدث تبدل الشرايين الكبرى اليساري في حوالي 1 من بين كل 13000 مولود حديثًا، حيث يضخ البطين الأيسر الدم إلى الرئتين، ويضخ البطين الأيمن الدم في الأبهر.وقد لا يسبب ذلك مشاكل في البداية، ولكن تحدث المشاكل في النهاية بسبب الضغوط المختلفة التي يستخدمها كل بطين لضخ الدم، ويمكن أن يؤدي تبديل البطين الأيسر ليكون البطين النظامي والبطين الأيمن لضخ الدم إلى الشريان الرئوي إلى إصلاح تبدل الشرايين الكبرى اليساري.
يتميز شذوذ إبشتاين بوجود الأذين الأيمن الذي يتوسع بشكل كبير، وقلب يشبه الصندوق، وحدوث ذلك نادر جداً، حيث يحدث في أقل من 1٪ من حالات أمراض القلب الخلقية. ويختلف الإصلاح الجراحي حسب شدة المرض.[8]
طب قلب الأطفال هو تخصص فرعي لطب الأطفال، وليصبح الفرد طبيب قلب للأطفال في الولايات المتحدة، يجب عليه إكمال الإقامة لمدة ثلاث سنوات في طب الأطفال، تليها زمالة لمدة ثلاث سنوات في طب القلب للأطفال.
وتؤدي اضطرابات القلب إلى أمراض القلبوأمراض قلبية وعائية، ويمكن أن تؤدي إلى عدد كبير من الوفيات، حيث أن أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة، وقد تسببت في 24.95 ٪ من مجموع الوفيات في عام 2008.[9]
المسؤولية الأساسية للقلب هي ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم، حيث يضخ الدم من الجسم (الدورة الدموية الجهازية) خلال الرئتين (الدورة الدموية الرئوية) ثم يعيده إلى الجسم، ويعني ذلك أن القلب متصل بكامل الجسم ويؤثر عليه. وفي حين أن هناك الكثير الذي يُعرَف عن القلب السليم، فإن الجزء الأكبر من الدراسة في طب القلب تكون عن اضطرابات القلب.
القلب هو عضلة تعصر الدم وتعمل كمضخة، وكل جزء من القلب عرضة للفشل أو الاختلال الوظيفي، ويمكن تقسيم القلب إلى أجزاء ميكانيكية وكهربائية.
بينما يتركز الجزء الميكانيكي من القلب على حركة الدم السائلة ووظيفة القلب كمضخة، فإن الجزء الميكانيكي هو الغرض من القلب، وتعطل العديد من اضطرابات القلب القدرة على تحريك الدم، ويمكن يؤدي الفشل في نقل الدم الكافي إلى فشل الأعضاء الأخرى، وقد يؤدي إلى الوفاة إذا كان شديدًا. فشل القلب هو أحد الحالات التي تتعطل فيها الخواص الميكانيكية للقلب، مما يعني أنه يتم توزيع الدم بشكل غير كافي.
ويطلق على الشرايين التاجية اليسرى واليمنى التي تقع على سطح القلب «الشرايين التاجية الفوقية»، وفي حالة سلامة هذه الشرايين فإنها قادرة على تنظيم تدفق الدم في الشريان التاجي تبعاً لمدى احتياجات عضلة القلب بشكل تلقائي. وعادة ما تتأثر هذه الأوعية الضيّقة نوعا ما بتصلب الشرايين، ويَكمنُ الخطر الحقيقي عند انسدادها حيث قد يؤدي الأمر إلى حدوثِ ذبحة صدرية أو نوبة قلبية (انظر أيضًا: جهاز الدورة الدموية). ويُشار إلى الشرايين التاجيّة التي تعمل في عمق عضلة القلب بالشرايين القلبية الداخلية.
كما يُمكن تصنيف هذه الشرايين بأنها «نهاية الدورة الدموية»، حيث أنها تُمثل المصدر الوحيد لتغذية عضلة القلب بالدم، وبما أنه لا يوجد الكثير من الدم الزائد فبمجرد انسداد هذه الشرايين يُصبح الوضع في غاية الخطورة.
فحص القلب
يتم إجراء فحص القلب، والمعروف أيضا بفحص مقدم الصدر، كجزء من الفحص الجسمي أو عندما يشتكي المريض من ألم في الصدر يوحي بمشكلة قلبية وعائية. ويمكن أن يتم تعديل الفحص بناء على السبب واندماجه مع فحوصات أخرى خاصة الفحص التنفسي.
يهتم طب القلب بأداء القلب الطبيعي وكذلك الانحراف عن القلب السليم، وتشمل العديد من الاضطرابات القلب نفسه ولكن بعضها يكون خارج القلب في نظام الأوعية الدموية، ويطلق على الاثنين معا نظام القلب والأوعية الدموية، وعادة ما يؤثر مرض جزء منهما على الآخر.
ارتفاع ضغط الدم
رسم تخطيطي يوضح المضاعفات الرئيسية لارتفاع ضغط الدم المستمر
يتكون ضغط الدم من رقمين هما الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي، ويعتمد ذلك على الضغط الحاصل والمقاس أثناء تقلص عضلة القلب (الانقباض) أو استرخائها بين الضربات (الانبساط).[11] ويتراوح ضغط الدم الانقباضي الطبيعي أثناء الراحة بين 100-140 مم زئبق، والانبساطي بين 60-90 مم زئبق،[15] ويعتبر ضغط الدم مفرطا لدى البالغين إذا كانت قيمته تبلغ أو تزيد عن 140/90 مم زئبق باستمرار،[14] وتنطبق أرقام مختلفة على الأطفال.[16] وتبدو مراقبة ضغط الدم الجوال على مدى 24 ساعة أكثر دقة من أفضل قياس لضغط الدم في العيادة.[10][14]
يمكن لتغييرات نمط الحياة والأدوية خفض ضغط الدم وتقليل خطر حدوث مضاعفات صحية،[17] وتشمل التغييرات في نمط الحياة فقدان الوزن، وتقليل الملح في الطعام، وممارسة الرياضة البدنية، واتباع نظام غذائي صحي،[14] وإذا لم تكن تغييرات نمط الحياة كافية، يتم استخدام خافضات ضغط الدم. ويمكن استخدام ما يصل إلى ثلاثة أدوية للتحكم في ضغط الدم في 90٪ من الأشخاص.[14] وترتبط معالجة ضغط الدم الشرياني المعتدل الارتفاع (المعرّف بـ> 160/100 مم زئبق) عن طريق الأدوية بتحسن متوسط العمر المتوقع،[18] بينما تأثير علاج ضغط الدم بين 140/90 ملم زئبق و160/100 ملم زئبق أقل وضوحًا مع بعض المراجعات التي وجدت بعض الفائدة،[19][20] بينما يجد البعض الآخر نقصًا في الأدلة على الفائدة.[21] يصيب ارتفاع ضغط الدم ما بين 16-37 ٪ من السكان على مستوى العالم،[14] وكان يعتقد في عام 2010 أن ارتفاع ضغط الدم كان عاملاً في وفاة 18٪ (9.4 مليون) من السكان.[22]
فرط ضغط الدم الأساسي مقابل فرط ضغط الدم الثانوي
فرط ضغط الدم الأساسي هو أحد أنواع ارتفاع ضغط الدم، ويتميز بعد وجود سبب معروف له، كما أنه النوع الأكثر شيوعاً بين أنواع ارتفاع ضغط الدم، ويمثل 95٪ من جميع حالات ارتفاع ضغط الدم.[23][24][25][26] وعادة ما يكون فرط ضغط الدم الأساسي عائلي الحدوث، ويبدو أنه يحدث نتيجة تفاعل العوامل البيئيةوالوراثية، كما أن انتشاره يزداد مع تقدم السن، والأشخاص الذين تظهر عليهم زيادة في ضغط الدم في سن صغيرة لديهم احتمال أكبر للإصابة بارتفاع ضغط الدم لاحقا، كما أن الإصابة بارتفاع ضغط الدم يزيد من احتمال الإصابة بأمراض المخوالقلبوالكلى.[27]
اضطراب النظم القلبي أو اختلال النَّظْم القَلْبِيّ أو اللانظمية القلبية هو مجموعة من الحالات التي تكون فيها ضربات القلب غير منتظمة أو سريعة جدًا أو بطيئة جدًا. ويسمى معدل ضربات القلب السريع للغاية -أكثر من 100 نبضة في الدقيقة لدى البالغين- «تسرع القلب»، ويسمى معدل ضربات القلب البطيء للغاية -أقل من 60 نبضة في الدقيقة- «بطء القلب».[44] العديد من أنواع عدم انتظام ضربات القلب ليس لديهم أعراض، وعندما تكون الأعراض موجودة فهي تشمل الخفقان أو الشعور بفترة توقف بين ضربات القلب، والأخطر من ذلك أنه قد يكون هناك دوخة أو إغماء أو ضيق في التنفس أو ألم في الصدر،[45] وفي حين أن معظم أنواع عدم انتظام ضربات القلب ليست خطيرة، يعرِّض بعضُها الشخص لمضاعفات، مثل السكتة الدماغية أو قصور القلب، وقد يؤدي البعض الآخر إلى توقف القلب.
يمكن علاج معظم حالات عدم انتظام ضربات القلب بشكل فعال، وقد تشمل العلاجات الأدوية، والإجراءات الطبية، مثل جهاز تنظيم ضربات القلب، والجراحة، وقد تتضمن الأدوية اللازمة لمعدل ضربات القلب السريع محصرات بيتا أو العوامل التي تحاول استعادة إيقاع القلب الطبيعي، مثل بروكاييناميد، وقد يكون لهذه المجموعة الأخيرة تأثيرات جانبية أكثر أهمية خاصة إذا تم أخذها لفترة طويلة من الزمن. وتُستخدم أجهزة ضبط نبضات القلب في الغالب مع معدلات ضربات القلب البطيئة، وعادة ما يتم علاج أولئك الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب باستخدام مذيبات الدم للحد من مخاطر حدوث مضاعفات، وقد يتلقى أولئك الذين لديهم أعراض شديدة من عدم انتظام ضربات القلب معالجة عاجلة باستخدام الصدمات الكهربية في شكل تقويم نظم القلب أو إزالة الرجفان.[49]
يصيب اضطراب النظم القلبي ملايين الأشخاص،[50] واعتبارا من عام 2014، أصاب الرجفان الأذيني حوالي 2 ٪ إلى 3 ٪ من السكان في أوروباوأمريكا الشمالية،[51] ونتج عن الرجفان الأذيني والرفرفة الأذينية 112,000 حالة وفاة في عام 2013، ارتفاعًا من 29,000 في عام 1990.[52] إن الموت القلبي المفاجئ هو سبب حوالي نصف الوفيات بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية أو حوالي 15٪ من جميع الوفيات على مستوى العالم،[53] وحوالي 80٪ من الموت القلبي المفاجئ هو نتيجة عدم انتظام ضربات القلب البطيني، وقد تحدث حالات عدم انتظام ضربات القلب في أي عمر، ولكنها أكثر شيوعًا بين كبار السن.
وفي عام 2013، كان مرض الشريان التاجي أكثر أسباب الوفاة شيوعًا عالميًا، حيث أدى إلى وفاة 8.14 مليون شخص (16.8٪) من 5.74 مليون حالة وفاة (12٪) في عام 1990.[68] وانخفض خطر الوفاة من مرض الشريان التاجي لعمر معين بين 1980و2010 خاصة في البلدان المتقدمة،[69] كما انخفض عدد الحالات في عمر معين أيضا بين عامي 1990 و2010.[70] وفي الولايات المتحدة في عام 2010، كان حوالي 20 ٪ من أولئك الذين تجاوزوا 65 عامًا يعانون من مرض الشريان التاجي، في حين كان موجودا في 7 ٪ في عمر 45 إلى 64، و1.3 ٪ في عمر 18 إلى 45،[71] وكانت المعدلات أعلى بين الرجال عن النساء في سن معينة.[71]
وفي الولايات المتحدة، يحدث توقف القلب خارج المستشفى في حوالي 13 من كل 10,000 شخص في السنة (326,000 حالة)، بينما يحدث توقف القلب في المستشفى في 209,000 حالة إضافية،[79] وتصبح السكتة القلبية أكثر شيوعًا مع التقدم في العمر، تؤثر على الذكور أكثر من الإناث.[80] وتبلغ نسبة الأشخاص الذين ينجون بالعلاج حوالي 8٪، والعديد من الذين بقوا على قيد الحياة لديهم إعاقة كبيرة. ومع ذلك، فإن العديد من البرامج التلفزيونية الأمريكية قد صورت معدلات بقاء عالية بشكل غير واقعي بنسبة 67٪.[81]
مرض قلبي خلقي
العيب القلبي الخلقي، ويُعرف أيضًا باسم «شذوذ القلب الخلقي» أو «أمراض القلب الخلقية»، هو مشكلة في بنية القلب توجد عند الولادة،[82] وتعتمد العلامات والأعراض على نوع المشكلة، ويمكن أن تختلف الأعراض من لا شيء إلى أنها قد تهدد الحياة، وعندما تكون موجودة، فإنها قد تشمل التنفس السريع، والبشرة المزرقة، وسوء اكتساب الوزن، والشعور بالتعب، ولكنه لا يسبب ألم في الصدر.[83] ولا تحدث معظم مشاكل القلب الخلقية مع أمراض أخرى،[84] وتشمل المضاعفات التي يمكن أن تنتج عن عيوب القلب قصور القلب.
غالبًا ما يكون سبب شذوذ القلب الخلقي غير معروف،[85] فقد تكون بعض الحالات ناتجة عن العدوى أثناء الحمل مثل الحصبة الألمانية، أو استخدام بعض الأدوية مثل الكحول أو التبغ، أو هناك قرابة بين الوالدين، أو سوء الحالة الغذائية، أو السمنة في الأم،[86] كما أن معاناة أحد الوالدين من عيب خلقي في القلب يعد أيضًا أحد عوامل الخطر. ويرتبط عدد من الحالات الوراثية بعيوب في القلب بما في ذلك متلازمة داون، ومتلازمة تيرنر، ومتلازمة مارفان. وتنقسم عيوب القلب الخلقية إلى مجموعتين رئيسيتين: عيوب القلب الزراقيةوعيوب القلب اللازراقية، اعتمادًا على ما إذا كان الطفل لديه القدرة على التحول إلى اللون المزرق. وقد تتضمن المشاكل الجدران الداخلية للقلب، أو صمامات القلب، أو الأوعية الدموية الكبيرة التي تؤدي من وإلى القلب.
يمكن الوقاية جزئيا من عيوب القلب الخلقية من خلال لقاح الحصبة الألمانية، وإضافة اليود إلى الملح، وإضافة حمض الفوليك إلى بعض المنتجات الغذائية، وهناك بعض العيوب لا تحتاج إلى علاج، ويمكن علاج البعض الآخر بشكل فعال باستخدام إجراءات القسطرة أو جراحة القلب، كما قد يكون هناك حاجة في بعض الأحيان لعدد من العمليات،[87] ومن حين لآخر تكون زراعة القلب مطلوبة. وتكون النتائج جيدة بشكل عام مع العلاج المناسب حتى مع المشاكل المعقدة.
تشوهات القلب هي أكثر العيوب الخلقية شيوعا. وفي عام 2013، كانت عيوب القلب موجودة في 34.3 مليون شخص على مستوى العالم،[88] وتؤثر على ما بين 4-75 من كل 1000 ولادة حية اعتمادا على كيفية تشخيصها،[89] وحوالي 6-19 من كل 1000 يكون حالتهم متوسطة إلى شديدة. وتعتبر عيوب القلب الخلقية السبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالعيوب الخلقية. وفي عام 2013، أدت عيوب القلب الخلقية إلى وفاة 323,000 من 366,000 حالة وفاة في عام 1990.[90]
اختبارات تشخيصية في طب القلب
الاختبارات التشخيصية في طب القلب هي طرق تحديد حالات القلب المرتبطة بصحة القلب مقابل وظيفة القلب المرضية غير السليمة. نقطة البداية هي الحصول على التاريخ الطبي، يليه التسمع، ثم يمكن إجراء اختبارات الدم، وإجراءات الفيزيولوجيا الكهربية، وتصوير القلب لمزيد من التفصيل، وتشمل الإجراءات الفيزيولوجية الكهربية: تخطيط كهربائية القلب، ومراقبة القلب، واختبار إجهاد القلب، ودراسة الفيزيولوجيا الكهربية.
فرنر فورسمان (1904-1979)، الذي قام بأول قسطرة بشرية على نفسه، مما أدى إلى تركه مستشفى شاريتيه (برلين)، وترك اختصاصه في طب القلب، ثم فاز بجائزة نوبل عام 1956 في الفسيولوجيا أو الطب (لاكتشافاته المتعلقة بقسطرة القلب والتغيرات المرضية في الدورة الدموية)
تتضمَّن هذه المقالة معلوماتٍ طبَّيةٍ عامَّة، وهي ليست بالضرورة مكتوبةً بواسطة متخصِّصٍ وقد تحتاج إلى مراجعة. لا تقدِّم المقالة أي استشاراتٍ أو وصفات طبَّية، ولا تغني عن الاستعانة بطبيبٍ أو مختص. لا تتحمل ويكيبيديا و/أو المساهمون فيها مسؤولية أيّ تصرُّفٍ من القارئ أو عواقب استخدام المعلومات الواردة هنا. للمزيد طالع هذه الصفحة.