سفر الخروج

الكتاب الثاني من الكتاب المقدس

سفر الخروج ((بالعبرية: שְׁמוֹת) ومعناه الحرفي "الأسماء"[ا]) هو ثاني أسفار الكتاب المقدس، ولا تختلف الطوائف المسيحية أو اليهودية حول قدسيته. يتناول السفر قصة الخروج التي تُصف أسطورة خروج بني إسرائيل من نير العبودية في مصر بقدرة إلههم يهوه الذي وفقًا للقصة اختارهم شعبًا له. ثم ينتقل بنو إسرائيل مع نبيهم البطل موسى إلى جبل سيناء، حيث يُعطي يهوه الوصايا العشر لموسى، ويدخلون في عهد مع يهوه الذي يعدهم بأن يكونوا له "مملكة كهنة وأمة مقدسة"[آية 1] إن حفظوا العهد وأخلصوا له. وفقًا للسفر، أعطاهم يهوه الشرائع والتعليمات لبناء المسكن، الذي سيأتي عن طريقه من السماء ويسكن معهم ويقودهم في حرب مقدسة لغزو أرض كنعان ("أرض الميعاد")، التي سبق، وفقا لقصة الخلق، وأن وعد بها "نسل" إبراهيم، الجد الأعلى لبني إسرائيل.

هذه المقالة تخضع حاليًا للمراجعة بهدف تقييمها لتحسينها أو لإزالتها من المحتوى المتميز في الموسوعة. يُمكنك المساهمة في صيانة المقالة لتتوافق مع معايير المقالات الجيدة، أو من خلال إبداء الرأي في حالتها في صفحة مراجعتها.
تاريخ بداية المراجعة: 16 مايو 2024
سفر الخروج

رسم رقمي للوحي الشريعة وعليها الوصايا العشر.
العنوان الأصليשמות
الكاتبموسى (حسب التقليد)
تاريخ الكتابةالقرن الخامس قبل الميلاد
اللغة الأصليةالعبرية التوراتية
التصنيفالتوراة، التناخ
الأسلوبأحكام الشريعة اليهودية، سرد قصصي.[وب-عر 1]
ويكي مصدرسفر الخروج
أسفار أخرى

يعتبر سفر الخروج من الأسفار الطويلة في الكتاب المقدس، وهو يروي في حلقات متتابعة طفولة النبي موسى، وهربه من مصر، ثم عودته إليها ليقود أسباط بني إسرائيل الاثني عشر للخروج عن حكم الفرعون،[وب-عر 2] والأحداث التي رافقت المرحلة الأولى من خروج الشعب، الذي شكل الحدث الأساسي، ومنه استقى السفر اسمه.

تقليديًا، يُنسب السفر إلى موسى، ويرى العلماء المعاصرون أن تأليفه لأول مرة كان خلال فترة السبي البابلي (القرن السادس قبل الميلاد)، وأن التأليف حدث استنادًا إلى مصادر سابقة مكتوبة وروايات شفهية، مع تنقيحات نهائية في فترة ما بعد السبي الفارسي (القرن الخامس قبل الميلاد).[إنج 2] تعتقد الباحثة الأمريكية الكتابية كارول مايرز [الإنجليزية] في تعليقها على سفر الخروج، أنه يمكن القول إنه سفر الخروج الكتاب الأكثر أهمية في الكتاب المقدس، لأنه يعرض السمات المميزة لهوية بني إسرائيل - ذكريات ماضي تميّز بالمشقة والهروب، والعهد المُلزم مع إلههم الذي اختار بني إسرائيل، وتأسيس حياة المجتمع وخطوط استدامته.[إنج 3] يُجمع العلماء المعاصرين على أن أسفار موسى الخمسة لا تقدم وصفًا دقيقًا لأصول بني إسرائيل، الذين يبدو أنهم تشكلوا ككيان في المرتفعات الوسطى في أرض كنعان في أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد (حوالي في نهاية فترة انهيار العصر البرونزي) منبثق من الثقافة الكنعانية الأصلية.[إنج 4]

التاريخية

بردية أوكسيرينخوس رقم 1075 مخطوطة ترجع للقرن الثالث أو الرابع الميلادي، وتُظهر جزءًا من سفر الخروج 40.

لا يتعامل العلماء مع رواية الخروج الكتابية على أنها قصة تاريخية[إنج 5] لعدد من الأسباب منها عدم وجود أدلة تاريخية على صحة قصة الخروج.[وب-إنج 1] من المتفق عليه عمومًا أن قصص الخروج كُتبت بعد قرون من إعدادها.[إنج 6] يزعم عالما الآثار إسرائيل فينكلشتاين ونيل آشر سيلبرمان [الإنجليزية] بأن علم الآثار لم يعثر على دليل يدعم حتى وجود مجموعة صغيرة من الإسرائيليين الرُحّل الذين عاشوا في سيناء: "نستنتج بما لا يقبل الدحض - أن الخروج لم يحدث في الوقت ولا الطريقة الموصوفة في الكتاب المقدس -. [...] حيث لم تدعمه الحفريات والمسوحات المتكررة في جميع أنحاء المنطقة حتى بأدنى دليل".[إنج 7] بدلًا من ذلك، ناقشا كيف أن علم الآثار الحديث يُشير إلى الترابط بين المستوطنات الكنعانية والإسرائيلية، مما يشير إلى الأصل الكنعاني الأكيد لبني إسرائيل، مع احتمالات ضعيفة أن تكون مجموعة من الأجانب من مصر هم من شكّلوا إسرائيل المبكرة.[إنج 8] ومع ذلك، يعتقد غالبية العلماء أن للقصة أساس تاريخي،[إنج 9] وإن كان هناك خلاف واسع حول ماهية ذلك الأساس التاريخي.[إنج 10] يشير كينتون سباركس إلى القصة على أنها "أسطورة تأسيسية" و"تاريخ أسطوري".[إنج 11]

تشير العديد من النصوص الأدبية من مصر القديمة وثّقت وجود شعوب سامية عاملة في مشاريع البناء في عصر الأسرة المصرية التاسعة عشر، ربما من بقايا الرعاة الهسكوس الذين طردوا في القرن السادس عشر قبل الميلاد، علمًا أن القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد، وهي الفترة المفترضة لخروج موسى وقومه، اتسمت بالضعف المصري، بسبب الأزمات الدينية المتلاحقة والتي كان أقواها أزمة العمارنة، وما كان تأسيس السلالة التاسعة عشر على يد القائد حور محب إلا محاولة إصلاحيّة لإصلاح الضعف الحاصل، لا سيما بعد هجمات الحثيين. مما قد يدعم وجود أساس تاريخي محتمل يؤيد استعباد المصريين لبني إسرائيل.[إنج 12] ومع ذلك، هناك اتجاه متزايد بين العلماء لرؤية روايات الخروج الكتابية على أنها اختراع من قبل المجتمع اليهودي في السبي وما بعد السبي، مع قدر بسيط يكاد ينعدم من الأسس التاريخية.[إنج 13]

البنية

لا يوجد إجماع بين العلماء حول بنية نص سفر الخروج. أحد الاحتمالات القوية هو أنه يجمع بين نصّين، يمكن الفصل بينهما عند قصة عبور البحر أو عند بداية ظهور الإله في الأصحاح 19.[إنج 14] وفقًا لهذه الاحتمالية، يحكي النص الأول قصة إنقاذ الإله لشعبه من مصر ورحلتهم تحت رعايته إلى سيناء (الأصحاحات 1-19)، ويحكي النص الثاني قصة العهد بين الإله وبني إسرائيل (الأصحاحات 20-40).[إنج 15]

ملخص أحداث السفر

خريطة للخروج ترجع لسنة 1585م.

يبدأ نص سفر الخروج بعد الأحداث التي وقعت في نهاية سفر التكوين، حيث انضم أبناء يعقوب وعائلاتهم إلى أخيهم يوسف في مصر[آية 2] التي أنقذها يوسف من المجاعة. بعد مرور 400 سنة، يخشى فرعون مصر [الإنجليزية]، الذي لا يتذكر يوسف، من أن يصبح العبيد وبني إسرائيل طابورًا خامسًا، يُثقل فرعون عليهم العمل، ويأمر بقتل جميع الذكور حديثي الولادة.[آية 3] تنقذ امرأة لاوية تُدعى يوكابد طفلها بوضعه في نهر النيل في تابوت من نبات البردي. وجدت ابنة فرعون الطفل، وسمته موسى وربّته على أنه ابنها.[آية 4]

خرج موسى البالغ لرؤية أقربائه وفي وقت لاحق، فشهد إساءة معاملة عبد عبراني على يد مشرف مصري، فقتله موسى غضبًا، ثم فرّ إلى مديان هربًا من العقاب. وهناك تزوج صفورة ابنة رعوئيل كاهن مديان.[آية 5] أثناء رعاية قطيع رعوئيل، التقى موسى الإله في عليقة مشتعلة.[آية 6] فسأله موسى عن اسمه، فأجابه بثلاث كلمات، غالبًا ما تُترجم إلى "أهيه الذي أهيه".[آية 7] كان ذلك تفسير السفر لأصل الاسم يهوه الذي عُرف به الإله فيما بعد. أمر الإله موسى أن يعود إلى مصر، ويحرر العبرانيين من العبودية ويقودهم إلى أرض كنعان، الأرض التي وُعد بها نسل إبراهيم في سفر التكوين. في رحلة العودة إلى مصر، أراد الإله أن يقتل موسى، لولا أن قامت زوجته صفورة بختان ابنهما حتى لا يقتله.[آية 8]

بعد العودة، اجتمع موسى بأخيه هارون، وجمع شيوخ بني إسرائيل، وأعدّهم للذهاب إلى البريّة لعبادة الإله. رفض فرعون طلب موسى بإعفاء بني إسرائيل من العمل في العيد، لذا لعن الإله المصريين بعشر ضربات رهيبة، مثل تحوّل النهر دمًا،[آية 9] وتفشي الضفادع.[آية 10] أمر الإله موسى بأن يجعل شهر أبيب الربيعي بدايةً للتقويم العبري،[آية 11] وأن يأخذ بنو إسرائيل خروفًا في اليوم العاشر من الشهر، ويذبحون الخروف قربانًا في اليوم الرابع عشر، ويضعون دمه على قوائم الأبواب والعتبات، ويقيمون وجبة الفصح في تلك الليلة التي يكتمل فيها القمر. في تلك الليلة، تمت آخر الضربات العشر بموت جميع أبناء المصريين البكور، مما دفع فرعون إلى طرد الإسرائيليين.[آية 12] ثم ندم فرعون على قراره، فقاد فرعون جيش مركباته خلف بني إسرائيل، الذين بدا أنهم قد حُوصروا في بحر سوف [الإنجليزية]. شق الإله البحر[آية 13] وسمح لبني إسرائيل بالمرور قبل أن يُغرق قوات فرعون التي تلاحقه.[آية 14]

تذمّر بنو إسرائيل في ظل شقاء الحياة في الصحراء واشتاقوا إلى مصر، فأحدث الإله معجزة بأنه منحهم المن ليأكلوا[آية 15] وماءًا للشرب. يصل بنو إسرائيل إلى جبل الإله، حيث يزور حمو موسى رعوئيل موسى؛ وبناءً على اقتراح رعوئيل، يُعيّن موسى قضاة على بني إسرائيل [الإنجليزية].[آية 16] سأل الإله ما إذا كان بنو إسرائيل سيوافقون على أن يكونوا شعبه، فقبلوا. فاجتمع الشعب عند سفح الجبل، فظهر الإله على القمة مع أصوات الرعد والبرق ونار وسحب من الدخان، وأصوات أبواق، وزلزلة الجبل. ثم أمر الإله موسى يأن يصعد إلى الجبل، وأعطاه الوصايا العشر على مسمع من كل بني إسرائيل. حين صعد موسى الجبل إلى حضرة الإله، فأعلمه الإله بقانون العهد الخاص بالشعائر[آية 17] والشرائع المدنية،[آية 18] ووعدهم بأرض كنعان إن أطاعوه. نزل موسى من الجبل وكتب كلمات الإله، ثم دعا الإله موسى إلى صعود الجبل مرة أخرى، فمكث فيه أربعين نهارًا وأربعين ليلة، ثم عاد حاملًا مجموعة الألواح الحجرية مكتوبة بإصبع الإله.[آية 19]

أمر الإله موسى بناء المسكن حتى يسكن الإله بشكل دائم بين شعبه المختار، وأعطى الإله تعليمات تفصيلية حول هيئة المسكن، بالإضافة إلى تعليمات للملابس الكهنوتية [الإنجليزية]، والمذبح وملحقاته، وإجراءات رسامة الكهنة، والذبائح اليومية. أصبح هارون أول رئيس لكهنة بني إسرائيل.

حسب سفر الخروج، بينما كان موسى مع الإله، سبك هارون عجلاً ذهبيًا ليعبده بنيو إسرائيل. أخبر الإله موسى برِدّتهم وهدّدهم بقتلهم جميعًا، لكنه تراجع عندما توسل إليه موسى.[آية 20] نزل موسى من الجبل، وحطم الألواح الحجرية بغضب، وأمر اللاويين بقتل من ضلّ من بني إسرائيل. أمر الإله موسى بأن يصنع لوحين جديدين. وصعد موسى الجبل مرة أخرى، حيث أملي الإله على موسى الوصايا العشر ليكتبها على الألواح. نزل موسى من الجبل، ومنذئذ أصبح لزامًا عليه أن يتبرقع.[آية 21]

الكتابة

التأليف

يرى إكليمندس الإسكندري أن للنصوص المقدسة خمسة معاني: التاريخي والعقائدي والنبوي والفلسفي والصوفي.

يُعد موسى مؤلف هذا السفر في المعتقد اليهودي والمسيحي حاله حال الأسفار الخمسة الأولى، ولكن بحلول نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، أدى الوعي المتزايد بالاختلافات والتناقضات والتكرار وغير ذلك من الملامح في أسفار موسى الخمسة إلى دفع العلماء إلى التخلي عن هذه الفكرة.[إنج 16] يُقدِّر الباحثون بداية عملية تأليف سفر الخروج وأسفار موسى الخمسة زهاء سنة 600 ق.م. بعدما جُمعت الروايات الشفوية والنصوص المكتوبة الموجودة لتكوين الأسفار التي نعرفها، والتي وصلت إلى شكلها النهائي نصوصاً مقدسة لا يُمكن تغييرها قرابة سنة 400 ق.م.[إنج 17]

المصادر

مع أن العناصر الأسطورية الواضحة ليست بارزة في سفر الخروج كما في سفر التكوين، إلا أن الأساطير القديمة قد تكون ذات تأثير على شكل السفر أو محتواه: على سبيل المثال، يقال إن قصة خلاص الطفل موسى من النيل مبنية على أسطورة سابقة عن الملك سرجون الأكادي،[ب] كما أن قصة انشقاق البحر كانت متداولة في أساطير الخلق في بلاد الرافدين.[إنج 18] وبالمثل، فإن قانون العهد (مجموعة القوانين في الخروج[آية 22] به بعض أوجه التشابه في كل من المحتوى والبنية مع قوانين حمورابي. عملت هذه التأثيرات المحتملة على تعزيز الاستنتاج القائل بأن سفر الخروج نشأ في المجتمع اليهودي المنفي في بابل خلال القرن السادس قبل الميلاد، وإن كانت ليست كل المصادر المحتملة هي من بلاد الرافدين، فقد تكون قصة رحلة موسى إلى مديان بعد مقتل المشرف المصري اقتبس من قصة سنوحي المصرية.[إنج 18] لذا، يرى قاموس الكتاب المقدس:

«إن تفهُّم الديانة اليهودية مستحيل، ما لم يؤخذ بعين الاعتبار وبشكل مستمر، الأديان والثقافات الأخرى التي نشأت وترعرعت في وادي الفرات. فإن الأصول القضائية البابلية وكذلك الطقوس المعمول بها في المعابد البابلية، يجب أن تؤخذ كعوامل حاسمة التأثير على الشرائع العبرانية في الأصول القضائية والطقوس الدينية.[2]»
صحيحٌ أننا لا نتصوره مؤلفًا
للأسفار بالمفهوم الحديث،
لكن ليس ثمة دافع لنرتاب
في أن له دورًا فريدًا مهمًا في
الأحداث التي تصفها تلك التقاليد
ولا سيما دوره في التشريع.
—النسخة الأمريكية الجديدة للكتاب المقدس.

استخدم السفر مصطلح "إلوهيم" للإشارة إلى الإله، وهي صيغة جمع لأيل، وربما استخدمت للتفخيم، واستخدمت استخداماً كثيفاً في الأسفار الخمسة الأولى، كما استخدمت في بعض المزامير. يرى المستشرق الفرنسي غوستاف لوبون أن كلمة إلوهيم كانت تعني الإله الأعلى، في وقت كان الاعتقاد بتفرد الإله سائدًا في المجتمع اليهودي،[3]

لا يرى المسيحيون واليهود الآن في ذلك انتقاصًا من قدسية السفر ومكانته، فغاية السفر الممثلة في الخلاص تجلت من خلال الأسطورة.[وب-عر 3] إذ أن المسيحيّين يعتقدون أن للنصوص المقدسة خمس معانٍ، معنى تاريخي وعقائدي ونبوي وفلسفي وصوفي. ويعتبر إكليمندس الإسكندري هو أول من أرسى هذه القواعد في القرن الثاني الميلادي.[4]

«أحيانًا قد يكون المعنى الحرفي سهل القبول، بيد أن القارئ المنتبه سوف يتردد أمام بعض المقاطع، إذ لا يستطيع اتخاذ قراره دون تفحص عميق جدًا، إذا كانت حادثة ما تعتبر تاريخية أم حرفية أم لا.[5]»

أما أوغسطين فيقول: «إن غلاف التوراة المنفر بوسعه أن يشتمل خلف الصور على حقائق جوهرية.[6]» بيد أنهم يشيرون إلى إمكانية وقوع هذه الأحداث أيضًا. ورأى أوريجين في منتصف القرن الثاني الميلادي أن الكتاب المقدس يوحي بحقائق يتيسر فهمها، وليس بحقائق تاريخية، قائلاً:

السمات

الخلاص

يصف العلماء الكتابيون أسلوب كتابة التاريخ ذو الدوافع الدينية في الكتاب المقدس بأنه تاريخ الخلاص [الإنجليزية]، أي تاريخ أعمال الإله التي حمى بها بني إسرائيل، وأعطتهم هويتهم - الوعد بتكثير النسل والوعد بأرض الأسلاف، والخروج من مصر (حيث خلّص الإله بني إسرائيل من العبودية)، والتيه في البرية، وإعلان الإله عن نفسه في سيناء، والرجاء في الحياة المستقبلية في أرض الميعاد.[إنج 19]

ترى العديد من الطوائف المسيحية واليهودية أن الغاية الأساسية من السفر، التذكير بأنّ الخلاص يأتي من الإله وحده، ويميل العديد من المفسرين حديثًا، لأخذ بعض أحداث السفر بشكل رمزي؛ بحيث لا تؤخذ الأحداث بحرفيتها، وإنما تؤخذ بغايتها.

الظهور الإلهي

الظهور الإلهي هو مصطلح كتابي يُبرز مجموعة من الأحداث التي تصاحب ظهور (تجلّي) إله بني إسرائيل في الكتاب المقدس مثل العواصف وارتجاف الأرض، وزلزلة الجبال، ومطر السماء، ودويّ الرعد، ووميض البرق.[إنج 20] يبدأ الظهور أثناء الخروج في اليوم الثالث من وصولهم إلى سيناء(الخروج 19) عند التقاء يهوه مع شعب بني إسرائيل عند الجبل، فيظهر في العاصفة ويتحدث مع موسى، ويعطيه الوصايا العشر، والشعب يستمعون. وبالتالي فإن الظهور الإلهي هو تجربة عامة للقانون الإلهي.[إنج 21]

يشير النصف الثاني من سفر الخروج إلى النقطة التي يصبح عندها الظهور الإلهي دائمًا لبني إسرائيل من خلال خيمة الاجتماع. لذا، فإن جزء كبير من السفر (الأصحاحات 25-31، 35-40) تصف تحضيرات خيمة الاجتماع موضحةً الأهمية التي لعبتها في مُخيّلة يهودية الهيكل الثاني في الوقت الذي تم فيه تنقيح نص السفر على أيدي الكهنة الذين جعلوا من خيمة الاجتماع مكان يكون فيه الإله حاضرًا جسديًا، حيث يمكن لبني إسرائيل، من خلال الكهنوت، أن يكونوا في شراكة مباشرة وحرفية مع الإله.[إنج 22]

العهد

يُعد عهد سيناء لُبّ قصة الخروج.[إنج 23] يُعرّف العهد بأنه وثيقة قانونية تلزم طرفين بتحمل التزامات معينة تجاه بعضهما البعض.[إنج 24] يحتوي الكتاب المقدس على عدد من العهود، وفي كل حالة منها يتألف العهد من بعض العناصر الموجودة في معاهدات الحياة الواقعية في الشرق الأوسط القديم: الديباجة، والمقدمة التاريخية، والشروط، والنص، وقائمة الشهود، والمباركات واللعنات، والتصديق بقربان حيواني.[إنج 25] تختلف العهود الكتابية عن العهود الشرقية بشكل عام، فهي بين إله، يهوه، وشعب، بنو إسرائيل، وليس بين حاكم قوي وتابع أضعف.[إنج 26]

اختيار بني إسرائيل

يعتقد ستيفن ديمبستر أستاذ الأديان في جامعة كراندال أن الإله اختار بني إسرائيل ليُخلّصهم لأنهم "أبناء إسرائيل" هم "الابن البكر" لإله إسرائيل، الذين ينحدرون من سلسلة نسب سام وإبراهيم إلى يعقوب المختار الذي تغير اسمه إلى إسرائيل. هدف الخطة الإلهية في الخروج هو العودة إلى الحالة الإنسانية في عدن، حتى يتمكن الإله من العيش مع بني إسرائيل كما فعل مع آدم وحواء من خلال التابوت والمسكن، اللذين يشكلان معًا نموذجًا للكون؛ في الديانات الإبراهيمية اللاحقة، أصبح بنو إسرائيل أوصياء على خطة الإله للبشر، لجلب "بركة خلق الإله للبشر" التي بدأت مع آدم.[إنج 27]

سفر الخروج في الأديان السماوية

اليهودية

لسفر الخروج أهميته في بعض الأمور الدينية التنظيمية مثل تنظيم العشور والصدقات وضريبة خيمة الاجتماع، ومن ثم هيكل سليمان،[7] كذلك فإن السفر يعتمد عليه في تحديد أيام الصوم اليهودي،[8] والاحتفالات بالأعياد اليهودية،[9] إضافة إلى الحج.[10] كذلك، لسفر الخروج أهمية خاصة في الصلوات اليهودية، حيث تترافق صلوات المساء مع ذبائح المساء اليومية،[آية 23][11] كما تُقرأ أجزاء منه في الصلوات اليهودية الأسبوعية لتناول الموضوعات الآتية:

  • شموت، الخروج 1-5: لوصف الضيق في مصر، اكتشاف الطفل موسى، فرعون.
  • فاييرا، الخروج 6-9: قصة ضربات مصر من الأولى إلى السابعة.
  • بو، الخروج 10-13: ضربات مصر الأخيرة، عيد الفصح الأول.
  • بشالخ، الخروج 13-17: شق البحر، الماء، المن، العماليق.
  • يترو، الخروج 18-20: نصيحة رعوئيل، الوصايا العشر.
  • مشباتيم، الخروج 21-24: قانون العهد.
  • تيروما، الخروج 25-27: تعليمات الإله بشأن خيمة الاجتماع وأثاثها.
  • تيتزاوه، الخروج 27-30: تعليمات الإله للكهنة الأوائل.
  • كي تيسا، الخروج 30-34: إحصاء بنو إسرائيل، زيت المسحة، العجل الذهبي، الألواح الحجرية.
  • فاياخيل، الخروج 35-38: جمع بني إسرائيل للهدايا، بناء المسكن وفرشه.
  • بيكودي، الخروج 38-40: إقامة وملء خيمة الاجتماع

المسيحية

يسوع ويوحنا المعمدان كلاهما استشهد بسفر الخروج؛ اللوحة لإيدي هولزر، 1997.

وُصف سفر الخروج في المسيحية بكونه «إنجيل العهد القديم»، لأنه على غرار الإنجيل، يعلن بشارة تدخل الإله في حياة الناس ليحررهم، وتظهر علاقة سفر الخروج بالعهد الجديد بشكل خاص في سفر الرؤيا، إذ إن الرؤيا تشيد بالمسيح بوصفه حمل الفصح، والنكبات التي تصيب عبدة الوحش مأخوذة من ضربات مصر، والمنتصرون في المجيء الثاني للمسيح على الوحش ينشدون هم أيضًا نشيد موسى؛ وأخيرًا فإن زوال البحر، وصف لظهور العالم الجديد الخالد.

كما أن هناك تفسيرات مسيحية ترى اعتماد يسوع على سفر الخروج في تعاليمه أو بعض نقاشاته التي أُشير إليها في الأناجيل مثل إشارة يسوع إلى واجب إكرام الوالدين[آية 24] التي تتوافق مع الوصية المذكورة في سفر الخروج[آية 25]؛ وفي اقتباس يسوع في الإصحاح 22 من إنجيل متى.[آية 26] المأخوذ من سفر الخروج[آية 27] في جداله مع الصدوقيين حول قيامة الموتى، حتى وُصف يسوع في التقليد المسيحي «موسى الثاني»،[وب-عر 4] يرجع ذلك لبعض أوجه التشابه، مثل صيام كليهما أربعين يومًا وليلة[آية 28] استُشهد أيضًا بسفر الخروج[آية 29] في مجمع أورشليم الأول الذي ورد ذكره في سفر أعمال الرسل[آية 30]؛ كما تأتي في الرسائل بعض الاقتباسات في إطار وعظي مثل الرسالة الأولى إلى كورنثس[آية 31] التي اقتبست من الخروج[آية 32]؛ أو التذكير بأحكامه مثل الرسالة الأولى إلى كورنثس[آية 33] التي أشارات إلى ما جاء في سفر الخروج[آية 34] أو إعادة تفسير النص في ضوء المعتقدات المسيحية كما في الرسالة إلى رومية[آية 35] والخروج[آية 36]

كذلك، فإن تأثير السفر في الليتورجيا المسيحية واضح، ومنها قراءة عبور البحر ونشيد موسى (الخروج 14-15) من ضمن صلوات الفصح ضمن كلا الطقسين البيزنطي والروماني، واستخدم حمل الفصح والمن والسلوى والصخر الذي انبجس منه الماء في عظات آباء الكنيسة وتفسير بعض الحركات الطقسية مرّات كثيرة، فالعبور بالبحر مثال للمعمودية، والمن والسلوى مثال للإفخارستيا؛ وكذلك فإنّ الوصايا العشرة، التي أوحيت إلى موسى حسب المعتقدين اليهودي والمسيحي، في الألواح، مثلت على الدوام ركنًا بارزًا من التعليم المسيحي، بناءً على وصية يسوع نفسه.

الإسلام

يلتقي سفر الخروج مع القرآن في كثير من الأحداث والشرائع،[وب-عر 5] بل إن أغلب الروايات الواردة في سفر الخروج ذكرت في القرآن،[12][13][14] وكذلك يوجد تشابه في الشرائع، كالتوافق في شرائع الزنى، ومن القصص المشتركة عصا موسى التي تحولت لأفعى، وعبور بنو إسرائيل للبحر الأحمر، وسواهما.[15] وردت القصص القرآنية المتوافقة مع سفر الخروج موزعة على عدد من السور التي كان أغلبها مكيًّا، وبدون ترتيب زمني يتوافق مع عرضها في سفر الخروج؛ كما تجنبت الرواية القرآنية الخوض في التفاصيل الدقيقة التي ترد في السفر.

الحدثسفر الخروجالقرآنالملاحظات
إذلال قوم فرعون لبني إسرائيل1: 8-14
5: 6-18
القصص 4؛ إبراهيم 6؛
الأعراف 141؛ البقرة 49
ميلاد موسى2: 1-10القصص 7-13؛ طه 38-40
موسى يقتل رجلاً مصريًا2: 11-15القصص 15-21؛ طه 40
حديث العليقة المشتعلة3: 2-18القصص 29-30؛ النمل 7-9؛ طه 9-16
رب الآباء6: 3الشعراء 26الآباء في التقليد العبري هم آدم، ونوح، وبشكل خاص إبراهيم، واسحق، ويعقوب.
هروب موسى إلى مدين وزواجه2: 15-25القصص 22-28؛ طه 40يذكر سفر الخروج الأسماء، فحمو موسى هو يثرون أو رعوئيل، وزوجته صفورة.
معجزتا عصا موسى ويده4: 1-8القصص 31-32؛ النمل 9؛
الأعراف 107-120؛
الشعراء 30-45؛ طه 17-23
تدعيم موسى بهارون4: 10-17القصص 34-35؛ طه24-37
مواجهة فرعون
وطلب إطلاق بني إسرائيل
5: 1-5الشعراء 17؛ الأعراف 104-105
ضربات مصر6: 11 حتى 7: 15الزخرف 98؛ النمل 12-14؛
الإسراء 101؛ الأعراف 133-136
ذكر القرآن ضربات مصر التسعة هي الدم والضفادع والبعوض والذباب وقتل المواشي والغبار والبَرد أي المطر والجراد وأخيرًا قتل الأبكار، ولكن دون تفصيل.
حفظ ذكرى النجاة من فرعون12: 1 حتى 13: 16-يصوم المسلمون تطوعًا في يوم عاشوراء الذي يعتبرونه يوم نجاة قوم موسى من فرعون[ج] دون استذكار حمل الفصح أو الخبز الفطير.
الإله يطعمهم المنّ والسلوى16: 1-26طه 80-81؛ الأعراف 160؛ البقرة 57
موسى يفجر نبع ماء من الحجارة17: 1-7الإسراء 90؛ الأعراف 160؛ البقرة 60
تعيين نقباء الأسباط (القضاة)18: 13-27الأعراف 160
اعتكاف موسى في الجبل
أربعين نهارًا وليلة
18: 24الأعراف 142-143
نقش لوحي الشريعة20: 1 حتى 23: 19الأعراف 145لم تُذكر الألواح في القرآن إلا لمامًا، غير أن التشريع القرآني بحد ذاته مشابه لها مثل رفض الأصنام، والأمر بالعدالة بين النساء، والقصاص من القاتل.
اختيار الشيوخ السبعين24: 1الأعراف 155
اتخاذ عجل الذهب32: 1-30طه 86-98؛ الأعراف 148-154

الملاحظات

المراجع

الفهارس

المصادر الأولية
فهرس المنشورات
بالعربية
الإنجليزية
فهرس الويب
العربية
الإنجليزية

معلومات المنشورات الكاملة

المقالات
بالإنجليزية
الكتب
بالعربية
بالإنجليزية

وصلات خارجية

سبقه
سفر التكوين
العهد القديم


تبعه
سفر اللاويين
مجلوبة من «https:https://www.search.com.vn/wiki/index.php?lang=ar&q=سفر_الخروج&oldid=67189108»
🔥 Top keywords: الصفحة الرئيسةخاص:بحثتصنيف:أفلام إثارة جنسيةمناسك الحجبطولة أمم أوروبا 2024عمر عبد الكافيبطولة أمم أوروبارمي الجمراتعيد الأضحىصلاة العيدينتصنيف:ممثلات إباحيات أمريكياتجمرة العقبةملف:Arabic Wikipedia Logo Gaza (3).svgآل التنينأيام التشريقتصنيف:أفلام إثارة جنسية أمريكيةالخطوط الجوية الماليزية الرحلة 370ميا خليفةمجزرة مستشفى المعمدانيقائمة نهائيات بطولة أمم أوروبايوتيوبمتلازمة XXXXالصفحة الرئيسيةكليوباتراتصنيف:أفلام إثارة جنسية عقد 2020بطولة أمم أوروبا 2020عملية طوفان الأقصىالحج في الإسلامسلوفاكياموحدون دروزيوم عرفةكيليان مبابيولاد رزق (فيلم)أضحيةسلمان بن عبد العزيز آل سعودتصنيف:أفلام إثارة جنسية أستراليةكريستيانو رونالدوالنمسامحمد بن سلمان آل سعود